الجمعة, 2024-05-10

مرحبا بكم
قائمة الموقع
فئة القسم
مقالاتي [3]
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
طريقة الدخول
الرئيسية » مقالات » مقالاتي

دخول الشيطان المسجد

واعلم رعاك الله أن الشيطان يدخل المسجد بالفعل ، فهو لا يهدأ حتى يفسد على الناس عباداتهم ، ويبعدهم عن ربهم ، ويُوقعهم في الغواية والفساد ، ولذلك فهو موجود في المسجد يتخلل الصفوف ، ويترصد الفُرَج التي تكون بين المصلين حتى يقف هو فيها ويقطع على الناس صلاتهم ، ولذا فقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم المصلين في التقارب فيما بينهم ، وملأ الفراغات بينهم ، حتى لا يشغلها الشيطان.

روى أبو داود وأحمد بسندٍ صحيحٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "رُصُّوا صُفُوفَكُمْ وَقَارِبُوا بَيْنَهَا وَحَاذُوا بِالْأَعْنَاقِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ كَأَنَّهَا الْحَذَفُ" ثم هو موجود يريد أن يقطع الصلاة على العبد ، ويحول شغله وهو بين يدي الله بالله تعالى ، إلى الاشتغال بالدنيا ومظاهرها حتى يصده عن سبيل الله ، وحتى يفوت عليه ثمرة الصلاة ألا وهي الخشوع بين يدي الله ، ونيل حلاوة العبادة ولذة المناجاة والأنس بالله تعالى ، ثم هو يُشكك المصلي في صلاته ، وفي وضوءه ، وفي نفسه ، بل وفي ربه تعالى ، حتى يصرفه عن صلاته ، ولذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم المصلي إذا أحس بوسوسة الشيطان وتشكيكه له في صلاته أن يتعوذ بالله تعالى وأن ينته عن شرود ذهنه وقلبه عن الله تعالى.

روى مسلم أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْهُ وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي"

حتى إنه عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته ، وهو يؤم الناس ، وكان معه شرر النار يريد أن يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يشغله ليصرفه عن صلاته ، ولكن هيهات هيهات ، فقد روى مسلم عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ" أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ثُمَّ قَالَ أَلْعَنُكَ بِلَعْنَة اللَّهِ ثَلَاثًا وَبَسَطَ يَدَهُ كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا " فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ الصَّلَاةِ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ شَيْئًا لَمْ نَسْمَعْكَ تَقُولُهُ قَبْلَ ذَلِكَ وَرَأَيْنَاكَ بَسَطْتَ يَدَكَ قَالَ "إِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ إِبْلِيسَ جَاءَ بِشِهَابٍ مِنْ نَارٍ لِيَجْعَلَهُ فِي وَجْهِي فَقُلْتُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قُلْتُ أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللَّهِ التَّامَّةِ فَلَمْ يَسْتَأْخِرْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ أَرَدْتُ أَخْذَهُ وَاللَّهِ لَوْلَا دَعْوَةُ أَخِينَا سُلَيْمَانَ لَأَصْبَحَ مُوثَقًا يَلْعَبُ بِهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ"

والأدلة على دخول عدو الله المسجد كثيرة جداً، نسأل الله أن يكفينا شر الشيطان وشركه، وأن يحفظنا منه في أنفسنا وأولادنا وأهلينا وأموالنا، إنه على كل شيء قدير. الأدلة على دخول عدو الله المسجد كثيرة جداً، فهو موجود في المسجد يتخلل الصفوف ، ويترصد الفُرَج التي تكون بين المصلين حتى يقف فيها ويقطع على الناس صلاتهم، بوساوسه وشكوكه ، حتى إنه عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته ، وهو يؤم الناس ، وكان معه شرر النار يريد أن يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يشغله ليصرفه عن صلاته ، نسأل الله أن يكفينا شر الشيطان وشركه، وأن يحفظنا منه في أنفسنا وأولادنا وأهلينا وأموالنا، إنه على كل شيء قدير.  الخنزب - هو شيطان الصلاة , ودوره هو أن يلهي المصلين من الخشوع في الصلاة ، فعندما يدخل المصلي في الصلاة يقوم الخن** بالوسوسة في نفسه بأي شيء . بأن يذكره بالأعمال الدنيوية التي قد نسيها قبل الصلاة لكي يمنعه من الخشوع في الصلاة .أو غير ذلك .فهذا اختصاص الخنزب .
وللتخلص منه - قبل الدخول في الصلاة تنفث ثلاث مرات عن شمالك وتقول : (أعوذ بالله من شر الخنزب ) ثم تبدأ بالصلاة وإن شعرت أنه مازال يوسوس في نفسك فيكفيك أن تتعوذ منه فقط . وأعاذنا الله وإياكم من كل شر
اشياء لا تعرفها - عندما تبزق تكون على وجه خنزب كالجمره -وعندما تسجد يصيح ويبكي خنزب
(
سجد لله ولم اسجد له ) عندما يصلي الرجل سوف ياتيه خنزب لصلاته ليذكره وحسب خنزب انه عندما يذكره بمكان الذهب سوف لن يكمل صلاته فانتم تعلمون ان الركوع يعذب خنزب لكن في اكمال الصلاة سوف يتعذب هذا الشيطان 
كيفيه التلذذ بالصلاه
السرحان والتفكير في أمور الدنيا مشكله لا يكاد ينجو منها احد حتى أن البعض قد ينقطع عن الصلاة بسببها ولا شك أن التركيز في الصلاة من أهم أركانها .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أول ما يحاسب به العبد الصلاة : ينظر الله في صلاته , فإن صلحت صلح سائر عمله , و إن فسدت فسد سائر عمله) .ويقول صلى الله عليه وسلم ( إذا نودى للصلاة يحضر الشيطان بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا وكذا لما لم يكن يذكر حتى لا يدرى الرجل كم صلى ) ولعلاج مشكله السرحان في الصلاة يجب تهيئه النفس قبل الصلاة بتخصيص دقيقه واحده لتدبر عده أمور.
أولا: استحضار هيبة الله تعالى  قبل أن تؤدي الصلاة هل فكرت يوماً وأنت تسمع الآذان بأن جبار السماوات والأرض يدعوك للقائه في الصلاة .وأنت تتوضأ بأنك تستعد لمقابلة ملك الملوك .
وأنت تتجه إلى المسجد بأنك تجيب دعوة العظيم ذي العرش المجيد .
وأنت تكبر تكبيرة الإحرام بأنك ستدخل في مناجاة ربك السميع العليم ..
وأنت تؤدي حركات الصلاة بأن هناك الأعداد التي لا يعلمها إلا الله من الملائكة راكعون
وآخرون ساجدون منذ آلاف السنين حتى أضيئت السماء بهم . 
وأنت تسجد بأن أعظم وأجمل مكان يكون فيه الإنسان هو أن يكون قريباً من ربه الواحد الأحد.
وأنت تسلم في آخر الصلاة بأنك تتحرق شوقاً للقائك القادم مع الرحمن الرحيم .
الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب ليذهب وهج الدنيا .
المستأنس بالله جنته في صدره وبستانه في قلبه ونزهته في رضى ربه .
أرق القلوب قلب يخشى الله وأعذب الكلام ذكر الله وأطهر حب الحب في الله
ثانيا: يجب عقد النيه والتصميم على التركيز فى الصلاه ليتقبلها الله سبحانه وتعالى
والاستعاذه من الشيطان ولقد شكا رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
(
إن الشيطان قد حال بينى وبين صلاتي فقال له صلى الله عليه وسلم ..
فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل -اى انفخ مع رزاز خفيف لا يرى ولا يحس -على يسارك ثلاثا قال ففعلت ذلك فاذهبه الله عنى)
وهناك عده نقاط يجب مراعتها إثناء الصلاة لان الهدف من الصلاة ومن كل العبادات هو إصلاح القلب .
ثالثا: إننا فى حديث مع الله فيجب الا تؤدى الصلاه كمجرد مهمه 
فعندما تقرأ سورة الفاتحة في الصلاة تشعر بأنك في حوار خاص بينك وبين خالقك ذي القوة المتين .فالصلاة مقسومة بينك وبين الله عز وجل .
رابعا: استحضار المعنى بإشراك القلب والعقل مع اللسان فى تدبر كل كلمه والإحساس بها وبمعناها قال الله تعالى: 
(
والذين هم في صلاتهم خاشعون ) ( سوره المؤمنون: 2)
ويساعد عليه النظر إلى موقع السجود أو بين القدمين .
خامسا عدم النظر إلى السماء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(
ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله فى ذلك حتى قال لينتهن او لتخطفن أبصارهم ).
سادسا: عدم الالتفات فان الاختلاس يختلسه الشيطان من صلاه العبد
فإذا صليتم فلا تلتفتوا فان الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته مالم يلتفت فإذا التفت انصرف عنه .
سابعا: عدم التثاؤب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التثاؤب فى الصلاه من الشيطان
(
عند التثاؤب يقبض الفكين على بعضهما جيدا او بوضع اليد على الفم)
ثامنا: عدم التشكك لا يتشكك من أى هاجس فإذا تشكك من أي شيء كصحة وضوءه
أو عدد الركعات استعاذ بالله من الشيطان وأكمل صلاته .
تاسعا:عدم القراءه سرا وايضا عدم رفع الصوت عاليا فيجب أن يسمع نفسه فقط
لقوله تعالى في سوره الإسراء ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا )
عاشرا: اتقان الصلاه وذلك يكون بالتأني في أدائها وإعطاء كل ركن حقه وزيادة عدد التسبيحات في الركوع والسجود
والدعاء عند السجود بتركيز في الرجاء في الله تعالى بإجابته .
عند تذكر ما ننسى من أمور الدنيا أثناء الصلاة يجب عدم الالتفات إليها لان الله تعالى اقدر على
تذكيرنا إذا دعونا بذلك بعد الصلاة .
ولتذكر عدد الركعات يمكن عند نهاية كل ركعة تحريك إحدى الأصابع حركه خفيفة لتذكرانها الركعة الأولى
مثلا ثم تحريك الإصبع التالية في الركعة التالية وهكذا .
ولا حرج من تكرار ما سبق أكثر من مره والاستمرار في دفع الشيطان فلذلك أجره هذه من الجهاد 
الذي سماه الصحابة الجهاد الأكبر ويجب عدم اليأس والاستسلام للهزيمة
بترك الصلاة والانقطاع عنها بحجه أنها تحملنا ذنوبا بدلا من الحسنات
فهي حيله أخرى من حيل الشيطان لتحقيق هدفه بإبعادنا
عن الصلاة فمن لا تقبل صلاته لا يقبل عمله فما بالنا بمن لا يصلى أصلا ؟
ويسرى عنا أن بعض كبار الصحابة كانوا ينشغلون في بعض الأحيان بأمور الدنيا كان عليه الصلاة والسلام يقول
(
إذا نسى أحدكم فليسجد سجدتين )
اى سجدتى السهو ولا يسجدهما من انشغل بخواطر وأفكار أثناء الصلاة
وإنما هى فقط لمن نسى احد الأركان كالركوع أو التشهد أو عدد الركعات
وعليه إن يحسب على أساس العدد الأقل فمثلا إذا شك هل صلى ركعتين أم ثلاثة يعتبرهم اثنين
فقط ويكمل صلاته حتى يتمها ثم يسجد قبل التسليم سجدتين ويقول سبحان الذي
لا يضل ولا يسهو وان كان صلى أكثر من عدد الركعات الاصلى وهو على يقين بذلك
فليسجد بعد التسليم من الصلاة سجدتين .
وأخيرا ومما يجبر السرحان فى الصلاة ختم الصلاة .وهى من تمام الصلاة كما علمنا الرسول الكريم صلى لله عليه وسلم وهى تشتمل على :
*
الاستغفار ثلاث مرات
*
اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والكرام
*
اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد
*
اللهم اعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
*
آية الكرسي
*
قل هو الله احد * قل اعوذ برب الناس * قل أعوذ برب الفلق
ج- التسبيح لقوله صلى الله عليه وسلم
(
من سبح دبر كل صلاه ثلاثا وثلاثين وحمد ثلاثا وثلاثين وكبر ثلاثا وثلاثين تلك تسع وتسعون
ثم قال تمام المائة لا اله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر)
د- الدعاء بعد الصلاة فقد سٌئّل رسول الله صلى الله عليه وسلم اى الدعاء اسمع قال جوف الليل و دبر كل صلاه مكتوبه

 

هل يثاب المبتلى بالوسواس ؟ وماذا يجب عليه أن يفعل ؟.

 

الحمد لله 
قال تعالى في سورة الناس : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) ).
روى مسلم (132) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ . قَالَ : وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ: ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ .
وروى مسلم ( 3203 ) أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلاتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْهُ ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاثًا . قَالَ : فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي .
وروى البخاري ( 3276 ) ومسلم ( 134 ) عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ كَذَا ؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا ؟ حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ.
وروى البخاري ( 1231 ) وسلم ( 389 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا نُودِيَ بِالصَّلاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لا يَسْمَعَ الأَذَانَ فَإِذَا قُضِيَ الأَذَانُ أَقْبَلَ ، فَإِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ ، فَإِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُولُ : اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا مَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِي كَمْ صَلَّى فَإِذَا لَمْ يَدْرِ أَحَدُكُمْ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أَوْ أَرْبَعًا فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ . وعند مسلم ( 571 ) من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أَمْ أَرْبَعًا فَلْيَطْرَحْ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ لَهُ صَلاتَهُ وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامًا لأَرْبَعٍ كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ
فهذه الآيات والأحاديث تبين مدى حرص الشيطان على إغواء بني آدم ، وصدهم عن عبادة ربهم ، وذلك عن طريق الوساوس التي يلقيها في صدورهم . وبينت طريق النجاة من هذه الوساوس الشيطانية . وقد يصل الحال ببعض الناس أنه يشك في كل عبادة يقوم بها ، هل فعلها أم لا ؟ وليس البحث الآن في ذم هذا ، وإنما البحث : هل يثاب المرء على مجاهدته الشيطان وإعراضه عن هذه الوساوس أم لا ؟
لم يُرَ في مظان البحث كلام صريح للعلماء في هذا الموضوع ، ولكن يفهم من كلام الشيخين ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله أنه يثاب على ذلك ، وهو ما يفهم من النصوص المتقدمة كما سيأتي .
ففي الحديث الأول : وهو سؤال الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسواس الذي يجدونه في صدورهم فقال ( ذاك صريح الإيمان ) قال شيخ الإسلام ( مجموع الفتاوى 7/282 ) : أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه فهذا أعظم الجهاد ، و الصريح الخالص كاللبن الصريح وإنما صار صريحا لما كرهوا تلك الوساوس الشيطانية ودفعوها فخلص الإيمان فصار صريحا اهـ 
وقال أيضاً : مجموع الفتاوى 14 / 108
وهذه الوسوسة هي مما يهجم على القلب بغير اختيار الإنسان فإذا كرهه العبد و نفاه كانت كراهته صريح الإيمان اهـ 
وقل أيضاً : مجموع الفتاوى 22 / 608
قال كثير من العلماء : فكراهة ذلك وبغضه وفرار القلب منه هو صريح الإيمان والحمد لله الذي كان غاية كيد الشيطان الوسوسة ، فإن شيطان الجن إذا غُلِبَ وسوس ، وشيطان الإنس إذا غُلِبَ كَذَبَ . والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو غيره لابد له من ذلك فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة ولا يضجر فانه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا اهـ
وقال في درء التعارض 3 / 318
وهذا الوسواس يزول بالاستعاذة وانتهاء العبد وأن يقول إذا قال لم تغسل وجهك : بلى قد غسلت وجهي . وإذا خطر له أنه لم ينو ولم يكبر يقول بقلبه : بلى قد نويت وكبرت . فيثبت على الحق ويدفع ما يعارضه من الوسواس ، فيرى الشيطان قوته وثباته على الحق فيندفع عنه ، وإلا فمتى رآه قابلا للشكوك والشبهات مستجيبا إلى الوساوس والخطرات أورد عليه من ذلك ما يعجز عن دفعه وصار قلبه موردا لما توحيه شياطين الإنس والجن من زخرف القول وانتقل من ذلك إلى غيره إلى أن يسوقه الشيطان إلى الهلكة اهـ
وعلى هذا يمكن أن يقال : يثاب المرء على إعراضه عن هذه الوساوس ومجاهدته للشيطان لأمور :
1-
مدح النبي صلى الله عليه وسلم كراهة هذه الوسوسة المتعلقة بالتشكيك في العقيدة بقوله : (ذاك صريح الإيمان) . ومن لوازم كراهة هذه الوسوسة الإعراض عنا ، وعدم الاسترسال معها.
2-
امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم ( ولينته ) .
3-
قوله صلى الله عليه وسلم في سجدتي السهو : ( كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ ) ففيه الحث على ترغيم الشيطان وإذلاله ، وترغيمه هنا إنما هو بالإعراض عن هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها مع ما أرشد الله ورسوله إليه من الاستعاذة بالله من الشيطان وغير ذلك .
4-
ما يصيب المؤمن من ضيقٍ وهمٍّ من هذه الوساوس قد يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم : (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ ) البخاري (5642) ومسلم (2573) .
5-
كذلك قول شيخ الإسلام رحمه الله (كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه فهذا أعظم الجهاد) . فتشبيهه ذلك بالمجاهد ووصفه بأنه أعظم الجهاد يؤخذ منه أنه يثاب عليه .
والله تعالى أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

 

الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد

 

الفئة: مقالاتي | أضاف: ibrajim (2011-10-10)
مشاهده: 387 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *:
بحث
أصدقاء الموقع
  • إنشاء موقع
  • Официальный блог
  • برامج للجميع
  • FAQ по системе
  • أفضل موقع رونت
  • وصفات طبية
  • Copyright MyCorp © 2024
    استضافة مجانية - uCoz